بعد شهر من سيامته بطريركيا:
كتب احد الكتاب الصحفيين يقول ( فى صيف عام 1959 ذهبت الى الكنيسه لحضور صلاه المساء( صلاه عشيه) التى كان يقيمها كل ليله راعينا العظيم البابا كيرلس السادس فى الكنيسه المرقسيه الكبرى و كان قد مضى شهر او اثنين على اختياره المباركا بطريركيا على كرسى كاروز الديار المصريه مار مرقص .
ويوم دلفت فى الخامسه بعد الظهر الى فناء الكنيسه , رايت قداسته يهبط درج الممر البابوى لحضور الصلاه كما كان معتاد فوقف متمهلا , لاراه فى عوده الفارغ و قد امسك بيمناه الكريمه بصليبه و بعصا الرعايه الطويله , ثم اجتذبنى نور قداسته فاتجهت نحوه فتوقفت لحظه و سلمت عليه و تبعته حيث قام بالصلاه . و كان وقتها فى السابعه و الخمسين من عمره و اذكر انه كان يرتدى زيا بسيطا عاديا , فتعجبت كيف تتفق هذه البساطه مع ضخامه المركز الخطير الذى اختاره الله له.
و نظرت عفوا الى الحذاء الذى كان يلبسه البنى القديم و لكن زال عجبى عندما رأيته داخل الهيكل و هو يؤدى الصلاه التى حضرتها لقداسته لاول مره فاذ به انسان اخر ينصهر انصهارا و يتحول الى ملاك سماوى يؤدى طقوس العباده بشكل لم اعهده من غيره من الاباء على اختلاف درجاتهم .
و اشهد انى يومها امنت ايمانا عميقا بان الله اختار لكنيسه مصر المجاهده راعيا من اعظم رعاتها . و ابا من اعظم ابائها و قديسا من صفوه قديسيها .
ومرت الايام , وبنيت الكتدرائيه المرقسيه الكبرى على قيد خطوات من المكان الذى اعيش فيه .
و كنت ارى قداسته بين وقت واخر يقيم الصلاه فى ايام الاحاد . حتى اذا انتهى منها غادرها بزيه الذى رايته به بعد تنصيبه بعد تنصيبه بطريركيا للكرازه المرقصيه . لم يتغير فيه شىء . ان عظمه المنصب و خطورته لم تؤثر فى نفسه الطاهره فقد كان لا يؤمن بمظهر الجسد و بردائه و لكنه كان يؤمن بالروح و خلودها .
منقووووول من كتاب :
رجل صلاه و محبه و عطاء حتى النفس الاخير