الأيادى المربوطة
ذهب الأب الكاهن يوماً إلى الكنيسة حيث كان عدد الحضور قليلاً جداً.. وعندما تصفح أسماء رعيته، وجد عدد الحضور قليلاً فى ذلك اليوم عن يوم الأحد..
إذاً فلا بد من موانع تمنعهم من الحضور، وسأل عن سبب عدم حضورهم، وإذا بأم تود الحضور لولا ابنها المقعد فصلى وعزاها ثم خرج.. وفى اليوم التالى زار بيتاً أخر وإذا بالمانع عن الحضور هو الحاجات الزمنية فرجع إلى كنيسته مثقلاً كسير القلب لأجل حاجات رعيته وصلى قائلاً : اسمعنى يا الهى بحنانك لابسط أمامك حاجه رعيتك التى وكلت أمرها إلى وأنا لست طبيباً يقدم لهم العلاج. ولا ثرياً لأسدد لهم الأعواز ولكنى أقدمهم إليك انك أنت القادر وحدك أن تسدد حاجات الجميع .. وهكذا أخذ يتردد يوماً بعد يوم إلى الكنيسة منفرداً مكرراً الطلبة لله لكى يلبى دعاءه من أجل حاجة رعيته.
وحدث مره بينما الأب الكاهن منكباً على وجهه أمام الله بالصلاة رفع رأسه وإذا به يرى الرب يسوع له المجد واقفاً وكان يجول ببصره حواليه فرفع عينه أيضاً حيث كان المسيح ينظر.. ولدهشته رأى المقاعد ملأى بأفراد رعيته المتغيبه.. ومنهم من كان مقعداً ومريضاً ومحتاجاً، والجميع بصحة جيدة وكأنهم فى غبطة وسرور. فتحقق أن أعجوبة قد حدثت.. فصرخ بأعلى صوته " حقاً يارب هذا ما أتوق اليه وهذا ما أصلى لأجله.. ألست أنت القادر على كل شيء وفيك الكفاية لجميع حاجات هذا الشعب" ، وهكذا استمر يصلى عند موطىء قدمى السيد محدقاً ببصره فى وجهه المبارك .. وبعد برهه أدار الرب وجهه محاولاً الإنصراف فنظر الأب الكاهن وإذا يد الرب مربوطتان خلفه ! فسأل مندهشاً " يارب لماذا يداك مربوطتان هكذا"؟ فأجاب، ان عدم ايمانكم يقيد يدى فلا استطيع أن أعمل! أتؤمن حقاً إنى استطيع ان أشفى، وأنه بإمكانى سد كل عوز وحاجة لرعيتك، وأن أعمل غير المستطاع فى سبيل ذلك؟ فصرخ الأب الكاهن " أؤمن يا سيد بأنك تقدر على كل شيء وتستطيع ان تعمل المستحيل" ، فقال له الرب " إن كنت تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن، وإن كنت تؤمن من الأن فانك تستطيع ان تحل يدى المقيدتين لأعمل فى هذه الكنيسة أعمالاً عجيبة".
قال: " فنظرت وإذا يدا الرب قد انحلت قيودهما ورايته يعمل بقوة فشفى المرضى ورأى بعينيه يد الرب تشفى ذلك المقعد وذاك المريض، بل استجاب الصلاه لاجل تسديد كافة الأعواز تبارك اسمه إلى الأبد.
فإلى متى يقيد عدم ايماننا يد الرب عن العمل لأنه يعمل منفصلاً عنا. فإنه يستطيع ان يعمل بقدر ما نستطيع ان نؤمن.
منقوول