"الكتب هى ثروة الدنيا المخبوءة، وميراث الأجيال والشعوب" (هنرى دافيد ثورو).
الكتاب هو وسيلة التثقيف الأولى فى العالم كله، رغم التقدم التكنولوجى المطرود، فى وسائل الإعلام لما يحدث من حوار متبادل بين القارئ والكتاب.
والقراءة المنظمة المنهجية تتعارض تماماً مع القراءة العابرة أو السطحية أو العشوائية، لذا يلزم التنويه منذ البداية أن الطريقة الأولى هى وحدها التى تكفل إيجاد شاب مثقف حقيقى حتى لو كان الزمن المخصص للقراءة قليلاً:
1- التعامل مع الكتاب :
التعامل مع الكتاب يمر فى عدة مراحل، تخضع جميعها للمنهج الموضوع سلفاً، هذه المراحل هى كما يلى:
أ- اختيار الكتاب المناسب :
يساعدنا الاختيار السليم للكتاب على الاستفادة الضرورية الحقة من الكتاب، النابع من حاجتنا الضرورية لقراءة هذا الكتاب، كما يجعلنا نستفيد من وقتنا، الاستفادة المثلى، ونرشد بالتالى طاقتنا.
ويمكننا اختيار الكتاب المناسب من خلال:
? الحاجة للقراءة فى مجال ما.
? البطاقات المفهرسة التى تكون فى المكتبات المختلفة.
? قراءة المعلومات التى تكون فى مقدمة الكتاب أو على ظهر الغلاف.
مجالات القراءة :
1- الديانات المختلفة.
2- الفنون.
3- العلوم الاجتماعية.
4- العلوم النظرية.
5- العلوم التطبيقية.
6- الفنون.
7- الأدب.
8- التاريخ.
9- اللغويات.
10- المعارف العامة.
يمكننا القراءة فى أكثر من مجال شريطة وضع برنامج زمنى معقول للقراءة، بحيث نشعر فى نهاية هذا البرنامج، أننا حصلنا على قدر معقول من المعرفة فى عدة مجالات.
ب- مرحلة القراءة :
كثيرون لا يستفيدون حقاً من عملية القراءة، والمسألة تتوقف على طريقة القراءة، وما يصاحب عملية القراءة.
فمن المهم جداً أن يكون هناك فحصاً دقيقاً لمحتويات الكتاب، ومحاولة استشفاف منطق عرض الكتاب لأفكاره، واستيعاب الأفكار الأساسية التى يضمها الكاتب فى كتاب، والقضايا المطروحة.
أيضاً القدرة على اكتشاف مصداقية الأفكار، ومعقولية الوقائع أو الأحداث، أو الأرقام المدعمة للأفكار.
القدرة على تحليل محتوى الكتاب ونقده.
وفى النهاية بناء وجهة نظر، مع أو ضد الكتاب، من خلال تقييم موضوعى علمى لأفكار الكتاب.
ج- تسجيل الملاحظات:
إن ما يساعد على التركيز أثناء القراءة، هو محاولة القارئ لصياغة أفكاره، من خلال عملية القراءة وتثبيت المعلومات، ثم كتابة ملخص نهائى للكتاب، إعداد ورقة مناقشة مع النفس أو مع الآخرين، بهدف نقل أفكار الكتاب إلى الآخرين، أو إخضاع الكتاب للمناقشة والعرض.
2- أرقام :
يمكننا أن نجزم من واقع بعض الإحصائيات، أن القارئ العادى يمكنه قراءة 3 كلمات فى الثانية.
أى 180 كلمة فى الدقيقة.
أى 2500 كلمة فى الربع ساعة.
وبهذا فإن من يواظب على القراءة يومياً لمدة ربع ساعة، فإنه فى نهاية عام يمكن أن يكون قد قرأ ما يقرب من 900.000 كلمة.
مع ملاحظة أن متوسط أى كتاب يتراوح بين 60.000 - 10,000 كلمة، بهذا يمكن أن تقرأ كل عام ما يقرب من 11 كتاب، أى بواقع كتاب شهرياً.
3- خاتمة :
أصدقائى الشباب.. ليتنا نضع برنامجاً متوازناً معقولاً للقراءة نحصل فيه كم من المعارف، يليق بأبناء الله الذين ينمون فى كل شئ، فى النهاية يحصرنى قول فرنسيس بيكون التالى: "هناك كتب تستحق، أن يذوقها القارئ... وكتب تستحق أن يلتهمها... وكتب تستحق أن تمضغ وتهضم".
منقول