ملف‏ ‏اختفاء‏ ‏القاصرات‏ ‏المسيحيات‏ ‏ما‏ ‏زال‏ ‏مفتوحا

ملف اختفاء القاصرات المسيحيات ما زال مفتوحا 29/07/2007 تحقيق باسمة وليم

''لم تحتفل صغيرتنا إنجي بربيعها السابع عشر إذ بدأت الاستعداد لتأدية امتحان القدرات في التربية الفنية بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة في الثاني من يوليو الجاري.صباح عيد ميلادها كانت تؤدي امتحان القدرات بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط ومساء ذات اليوم طمأننا أحد أصدقاء الأسرة بأنها أدت الامتحان بتفوق''.
يستطرد الأستاذ عاطف كامل والد إنجي والموظف بالمعهد الصحي بأسيوط:
''صباح الاثنين 9 يوليو كان كل شئ عاديا في شقتنا التي نقطنها بأحد الأحياء الراقية بأسيوط..بدأنا الخروج من حالة الطوارئ التي كانت تعيشها الأسرة طوال فترة امتحانات الأولاد بكليات الطب والثانوي..وعمل الترتيبات والاستعداد لحضور ليلة الحنة وحفل زفاف ابنة عم إنجي إلي ابن عمها -الذي كان مقررا بعد يومين- كعادة عائلتنا الكبيرة بأسيوط وأبنوب.وفي تمام السابعة مساء الاثنين ارتدت إنجي ملابسها استعدادا للخروج واتصلت بزميلاتها ليستعدوا ويلتقين للذهاب للكنيسة المجاورة''.
ما زلنا نجلس بجوار مكتب إنجي في غرفتها بالقرب من سريرها الشاغر منذ أسبوع فيما تجمع أفراد الأسرة والمتطوعين للمساعدة من الأقارب والجيران في الصالة..يحاول الجميع التقاط أي خيط يمكن الوصول منه إلي صغيرتهم,أو يعيد الطمأنينة إلي قلوبهم الملتاعة.
يستكمل الوالد القصة وقد بدت عليه علامات الإرهاق,فيما كانت والدتها تمسك بكتبها وأوراقها وملابسها وتتمتم بصلوات مسموعة: ''في الحقيقة لم تذهب إنجي إلي الكنيسة ولم تقابل صديقاتها,تأخرت علي غير العادة حتي العاشرة مساء..وبدأ القلق يتسرب إلي نفسي وتطوف بذهني كل الصور المريرة التي يجد أي أب نفسه محاصرا بها عندما تتغيب ابنته,وكنت أحاول جاهدا استبعادها..فالصغيرة لا تعرف أن تتحرك بمفردها في معظم شوارع أسيوط..أنا أو والدتها نلازمها عندما تذهب لتلقي الدروس الخصوصية.وفي الساعة الحادية عشر مساء تملكنا الخوف فأمسكنا بالتليفون لنسأل عنها زميلاتها وبعض الأقارب خاصة وأنه ليس معها تليفونها المحمول وأخذنا نعاود الاتصال بالجميع دون جدوي,وفي الثانية عشرة مساء خرجت مندفعا كالمجنون أبحث في المستشفيات واتصلت بالشرطة عدة مرات..كنت أصرخ وأنا هائم علي وجهي بمفردي في الشوارع الفارغة: ''يارب أروح فين؟..يارب أروح لمين؟..''.
''التاسعة صباح اليوم التالي الثلاثاء عاودت المرور علي المستشفيات,وفي مركز الشرطة ثاني أسيوط قالوا لي أنتظر لمدة 24 ساعة وبعدين نقوم بتحرير محضر بغيابها,وعاودت الاتصال ببعض زميلاتها حيث أفادت إحداهن بأن شخص يدعي سيد عباس ويعمل سائق معدات ثقيلة (لودر) في مشروع نفق الزهراء يداوم علي معاكستها وعادة ينتظرها في الشارع..فتذكرت حينئذ أن هذا الشخص كان يسكن بإحدي الشقق المفروشة في مواجهة منزلنا ولكنه غادرها منذ حوالي شهر ونصف لإثارته بعض المشاكل مع السكان''. ما زال الأب عاطف كامل يسرد وقائع المأساة: ''توجهت إلي موقع عمل سيد وناديت علي صديقة للاستفسار منه فأفادني بأنه قام بإجازة من عمله منذ اليوم السابق ورفض تماما إرشادنا عن عنوانه أو رقم التليفون المحمول الخاص به وتوجهت مع الأقارب إلي قسم شرطة ثان أسيوط وببعض الاتصالات الشخصية تم الضغط علي صديق سيد الذي أبلغنا أنه يعمل سائق لودر عند شخص يدعي مصطفي عبد السلام الذي أعطانا عنوانه سيد بالمنصورة''.
''عندما بدأت خيوط المأساة تنكشف ذهبت في الحادية عشر مساء الثلاثاء وحررت محضر بالواقعة تحت رقم 3116 لسنة 2007 إداري أسيوط بمعرفة رئيس وحدة مباحث قسم ثان أسيوط للإبلاغ عن خطف ابنتي الصغيرة,وقمت بالتوقيع علي الصفحة الأخيرة من المحضر لكن اتضح لي فيما بعد من صورة المحضر بأنه بعد توقيعي تم إدراج أنني علي علم بأن ابنتي ليست مخطوفة بل علي علاقة عاطفية بالمدعو سيد وتكرر ذلك في عدة مواضع مختلفة بالمحضر..ومعروف أننا في الصعيد لا نقوم بالإبلاغ عن العلاقات العاطفية لبناتنا,فكيف يمكن أن أكون سجلت ذلك في محضر؟!! ثم اتصل رئيس وحدة المباحث بصاحب اللودر مصطفي وناقشه وأوضح له ضرورة معرفة مكان المدعو سيد والرد عليه خلال ساعة,حيث أفادنا صديقه فيما بعد بأن ابنتي موجودة بالمنصورة بصحبة سيد وأنهما خارج المنزل وعندما يراهم سيبلغ الشرطة مباشرة..وأنهي رئيس وحدة المباحث المحضر ونظر إلي وقال:مطلوب منك الحضور كل 15 يوما لعمل المتابعة..ووقعت كلماته علي كالصاعقة,فكيف لي أو لوالدتها أو باقي الأسرة أن نجلس ننتظر 15 يوما أخري؟فأخذت معي بعض الأقارب وقمنا مسرعين بتأجير سيارتين والسفر لمدينة المنصورة وعن طريق مطرانية المنصورة قمنا بالاتصال بمعظم الجهات الأمنية وأبلغنا بالواقعة وكان يصحبنا محام,وصباح الأربعاء توجه بعض أفراد الأسرة إلي قسم الشرطة حيث قامت حملة بمداهمة منزل المختطف,ولم يجدوا ابنتي أو خاطفها,وتم استجواب والدته بقسم الشرطة وأفادت بعد محاولات استمرت لأربع ساعات بأن الولد والبنت كانوا عندها وأنها طردتهم من المنزل ولا تعلم عنهم شيئا.
وأخيرا أفادني مسئول الأمن بضرورة مغادرة المنصورة مع أفراد الأسرة وأنهم سيقومون بعمل اللازم لأن بقاءنا ''بالشكل ده'' يثير قلاقل ويهدد الأمن!!!
عدت وأقاربي إلي أسيوط ونحن في ذهول كيف انقلبت حياتنا الآمنة رأسا علي عقب,وبدأنا في كتابة سلسلة الشكاوي المعتادة في مثل هذه الحالات فأرسلنا بمذكرات وتلغرافات وفاكسات لرئاسة الجمهورية ولوزير الداخلية ولأجهزة الأمن بالدقهلية ولمحافظ أسيوط وأمن أسيوط ولقداسة البابا شنودة الثالث,لكن لم تصلنا أي ردود حتي الآن''.
''لم أستطع احتمال البقاء في منزل الأسرة بأسيوط''..هكذا قال لنا والد إنجي فتوجهت للمرة الثانية إلي المنصورة واتصلت بالمسئولين للاستفسار لعلنا نجد حلا فتصادف أنهم كانوا في إجازة فلم أستطع مقابلة أحد منهم وعدت بدون جدوي..الوقت يمر بطيئا كئيبا وقلوبنا تكتوي بنار اللوعة علي إنجي ومصيرها..لا أدري ماذا أفعل''
قامت ''وطني'' باستطلاع رأي المستشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان الذي أفاد بأن هناك تعليمات لدي الأجهزة الأمنية المسئولة في مثل هذه الحالات بعدم قبول حالات إشهار الإسلام من جانب الفتيات المسيحيات القاصرات وتسليمهن لأهليتهن حال تقدمهن لأقسام ومراكز الشرطة..وأضاف: ''ده معناه وضع مديرية أمن الدقهلية في موضع المسئولية لأن أي إجراءات تترتب علي عدم تنفيذ هذا القرار تعد باطلة ويخضع مرتكبوها للمسئولية الجنائية''.
=

موضوع جميل ربنا يبارك حياتك

شكرآ يا هيما
الرب يبارك حياتك