البابا كيرلس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
bebo
عضو ذهبى
عضو ذهبى
bebo


عدد الرسائل : 800
تاريخ التسجيل : 19/07/2007

الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود Empty
مُساهمةموضوع: الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود   الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود I_icon_minitime27/7/2007, 1:46 am

الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود
قبل البدء بتقديم الأدلّة، يجب أن نضع في أفكارنا كحقيقة أوليّة أنّه لا ينبغي أن ننتظر دليلاً مادّيّاً على وجود الله. فالله غير منظور، والديانات السماويّة تعلّم بذلك. لذلك ليس من الحقّ في شيء أن نسأل مؤمناً أن يرينا الله لكي يثبت لنا وجوده فنؤمن به. كلّ ما ينبغي علينا أن نفهمه هو أنّ الإيمان بالله خير من عدم الإيمان. وقديماً قال أحد شعراء العرب الحكماء:
قال المعلّم والطبيب كلاهما أنْ لا إله، فقلت ذاك إليكما
إن صحّ ظنّكما فلستُ بخاسرٍ أو صحّ ظنّي فالوبال عليكما!
إليك في ما يلي بعض الأدلّة على وجود الله، والتي استطعت أن أجمعها من بعض المصادر.
وجود الكون:
من المسلّم به أنّ كلّ معلول لا بدّ له من علّة سابقة وكافية لإحداثه. فالكون أو العالم غير أزليّ، ولا هو كوّن نفسه. لذلك فهو معلول، أي له علّة خارجيّة عنه، كافية لإحداثه. وهذا بالطبع يستلزم الاعتراف بأنّ للعلّة وجوداً حقيقيّاً دائماً. فاللاشيء لا يمكنه أن يوجد شيئاً. والأدلّة على عدم أزليّة الكون متعدّدة نكتفي بذكر اثنتَين منها:
(أ)إنّ العالم على هيئته الحاضرة متغيّر باستمرار. وكلّ متغيّر مُحدَث، أي أنّ لديه بداية.
(ب)إنّ الانقلابات الجيولوجيّة التي توالت على العالم وأحدثت فيه تغييرات عظيمة وكثيرة تبيّن أنّه غير أزليّ. أمّا القول بأنّ الكون واجب الوجود فمخالف لحكم العقل السليم، لأنّ العالم مركّب من عناصر عديدة. وكلّ مركّب معلول أي حادث، وشهادة الاكتشافات الطبيعيّة الجديدة تبيّن أنّ العالم صنعته يد واحدة، لأن ما فيه من المخلوقات مركّب ومنظّم بقوّة عقل واحد، ممّا يؤكّد كلّ التأكيد وجود خالق عظيم هو علّة العلل.
هناك بعض أقوال علماء الجيولوجيا والطبيعة التي تبرهن أنّ الأرض التي نعيش عليها محدَثة:
إنّ كلّ أنواع الحيوانات والنباتات المعروفة الآن حديثة العهد بالنسبة لمدّة وجود العالم. (1)
(2) إنّ الموادّ الخالية من الحياة لا يمكن أن تولّد حياةً في نفسها ولا في غيرها. وإنّما الحياة وحدها تحدث الحياة. وفي تعبير آخر أنّه لا حيّ إلاّ من حيّ.
(3) لم يتبرهن بعد الفحص الكافي أنّ نوعاً من المخلوقات الحيّة استحال إلى آخر. فيلزم من هذا المبدأ أنّ لكلّ حيوان ونبات بداءة. وكلّ ما له بداءة فهو مخلوق، والمخلوق لا بدّ له من خالق.
علامات القصد في الكون:
هذا الدليل من أصدق الأدلّة على وجود الله. وصورته الإجماليّة، هي أنّ التنظيم يستلزم بالضرورة وجود منظّم نظّمه. والكون منتظم جدّاً لأنّ فيه يظهر حُسْن الترتيب والتركيب والقصد في كلّ شيء. ممّا يدلّ على وجود كائن عاقل قد نظّمه. وهذا الكائن هو الله.
الواقع أنّ علامات القصد في الكون تدلّ حتماً على وجود قاصد عاقل جدّاً، قادر أن يصنع كلّ شيء. ولذلك يجب التسليم بوجود خالق عاقل.
وقد تبيّن أنّ علامات القصد ظاهرة في الكون على حالات مختلفة، كالترتيب الدقيق في أنواع المخلوقات، وأجزاء كلّ شيء وفقاً لنواميس طبيعيّة محكمة ومرتبطة معاً، وارتقاء أحوال الخلائق بالتدرّج في سلّم النظام وموافقة البنية الآليّة لإتمام وظائفها ونموّها وتقدّمها، وموافقتها عند اكتمالها للغاية المقصودة من خلقها، وموافقة كلّ ما سبق لغايات أدبيّة في ذهن الخالق، الذي يستخدم خلائقه لتمجيد اسمه ولتربية مخلوقاته العاقلة الناطقة في الأدبيّات والروحيّات. فلولا القاصد الحكيم وتنظيمه العالم لعمّ التشويش الخليقة كلّها.
وعلامات القصد تظهر في أمور كثيرة منها:
(أ)علامات القصد في أعضاء الجسد: فليس عند البشر من المصنوعات ما يستحقّ أن يُقابَل بأعضاء جسد الإنسان في الكمال والدقّة والإتقان. فالعين مثلاً أكمل من جميع آلات النظر التي صُنعت، في مطابقتها لقوانين الضوء، لأنّ فيها عصباً منتشراً في شبكتها يشعر بالنور والألوان. ويدخل النور العين من الحدقة، وهذه تضيق إذا كثر وتتّسع إذا قلّ. وفعلها هذا ضروريّ لتعديل البصر وهو يعمل آليّاً دون خضوع للإرادة. مجرّد دخول النور من ثقب ما لا يكفي لرسم صور المرئيّات رسماً واضحاً، بل لا بدّ من مروره في بلّورة محدّبة لكي تنكسر أشعّته وتتجمّع في بؤرة. وهذان الشرطان متوفّران في العين.
ثمّ لو كان باطن العين أبيض، لانعكست أشعّة النور، وتشوّش البصر. فدفعاً لذلك، بُطِّنت العين ببطانة سوداء.
وفي العين فضلاً عن ذلك عضلات مخصوصة تحكمها لنظر ما هو قريب وما هو بعيد، بسرعة مدهشة. كلّ هذا يظهر حكمة الله الفائقة في إعداد الوسائط لنوال الغاية المقصودة على منوالٍ يفوق كلّ ما في أعمال البشر.
وكذلك الأذن، آلة عجيبة في كمالها. ففيها عصب السمع من الباطن، وآلة مموّجة اسمها الصماخ. هذه تحمل الموجات الهوائيّة إلى غشاء رقيق يُسمّى الطبلة. وهذا الغشاء يهتّز بتموّج الهواء. وداخلها عظيمات دقاق تنقل التموّجات إلى العصب السمعيّ، فينقلها هذا إلى عقدة السمع في الدماغ. ومن المعلوم أنّ معظم معاملات الناس تتمّ بواسطة هذه الآلة العجيبة، التي يتوقّف عليها السمع وتعلّم النطق.
ولو أخذنا أعضاء جسد الإنسان واحداً فواحداً، لوجدنا أنّها رُكِّبت بصورة عجيبة، بالغة الدقّة والكمال للقيام بوظائفها، ممّا يدلّ على حكمة الخالق العظيم وقدرته في صنع الأشياء.
(ب)علامات القصد عند الطفل حين ولادته: فحياة الإنسان تتوقّف على الأوكسجين الذي يتنفّسه، وبحسب ذلك، يولد الطفل مجهّزاً بآلة التنفّس مع أنّه لم يكن في حاجة إليها قبل ولادته. وهي في غاية الدقّة والإتقان، لتنقية الدم قبل توزيعه في كلّ أعضاء الجسم. وأيضاً قبل الولادة لا يحتاج الجنين إلى طعام ولكنّه حين يولد يصير محتاجاً إليه، ولذلك صنع الخالق جهاز الهضم، بأجزائه الكاملة. وكذلك قبل ولادته، لا يحتاج الطفل إلى أعضاء للمشي والعمل. ولكنّ الخالق كوّنها له قبل أن يولد، وفقاً لحاجته بعد الولادة، وهي مكوّنة من عظام ومفاصل متنوّعة، لكي تتحرّك تمشّياً مع حاجته في المستقبل. ممّا يدلّ على حكمة هذا الخالق العظيم.
(ج)التناسب في أعضاء الجسد: في كلّ حيوان تتناسب الأعضاء مع أحواله الخاصّة به، فأجهزة السمع والبصر والهضم والتنفّس والحركة مرتّبة ترتيباً دقيقاً تمكّنه من القيام بوظيفتها على أحسن وجه. و نرى في خصائصها من الاختلاف ما يوافق الاحتياج الخاصّ لكلّ جنس أو نوع من الحيوان. فالبرّيّ منها مجهّز بأجهزة توافق السكنى في البرّيّة. وكذلك المائيّ والهوائيّ.
و يستطيع العالم المدقّق بواسطة بعض الخصائص أن يعرف من عظم واحد جنس الحيوان ونوعه. فالطيور التي تخوض المياه وتتغذّى بالأسماك مجهّزة بأعناق وسيقان طويلة جدّاً، لتمسك فريستها من تحت الماء، والطيور التي تسبح على وجه المياه، مجهّزة بأصابع ملتحمة لها شكل المجذاف، والتي تطير في الأجواء مجهّزة بأجنحة طويلة وعظام فارغة لتصبح خفيفة الوزن بالنسبة لأحجامها. والتي تعيش على الأشجار، لها مخالب ومناقير حادّة ولسان طويل للوصول إلى طعامها من قلب الأشجار، وغير ذلك من الخصائص التي جهّزها بها الخالق الحكيم.
ولعلّ أعجب الخصائص ما وُجد عند الحرباء، فهذا الحيوان الصغير تنتشر على جسمه غدد تتأثّر بألوان الوسط المحيط به، فيتغيّر لون جلد الحرباء تبعاً لذلك الوسط. فحينما تقف على فرع شجرة أخضر يتغيّر لونها إلى الأخضر. وحينما تصل إلى زهرة زاهية اللون تتّخذ لون الزهرة، وإذا وجدت بين الأحجار تتّخذ لون الأحجار. وهي تستخدم هذه الميزة للتمويه دفاعاً عن نفسها إذ يتوهم عدوّها أنّها فرع من الشجرة أو زهرة من الأزهار أو حجر بين الأحجار. فكلّ هذه الخصائص عند هذه الحيوانات مكوّنة وفقاً لحاجتها. وهي تؤكّد حكمة الله صانعها.
(د)الإعداد السابق: ولعلّه أقوى الأدلّة على تدبير الخالق، وعالمنا مليء بالشواهد على ذلك. خذ مثلاً إعداد الطعام للمواليد قبل ولادتها، ففي ذوات الثديّ تكبر الأثداء قبل الولادة ويعدّ فيها الحليب، حتّى متى دخل المولود العالم، يجد طعاماً على غاية الملائمة لتغذيته. أمّا في الحيوانات التي تبيض فجرثومة الجنين محاطة بالمحّ والبياض، فيتغذّى بهما وينمو إلى أن يبلغ التكوين الكافي. وحينئذٍ يخرج من البيضة مجهّزاً بكلّ ما يلزمه من الأعضاء للسعي والحصول على طعامه، وقد كان هذا التدبير من الله وليس من أمّه.
(ه)موافقة العناصر لحاجات المخلوقات الحيّة: نرى علامات القصد في تركيب عالم الجماد بصورة موافقة لحفظ حياة النبات والحيوان، فإنّ هاتين المملكتَين لا تستطيعان أن تعيشا بدون نور وهواء وحرارة. فمن أبدع لهما النور والحرارة والماء والهواء ونشرها في كلّ العالم؟ مَن أوجد الشمس مصدر النور والحرارة؟ ومن جهّز الهواء بعناصره على نسبة ثابتة موافقة لحفظ الحياة وأحاط أرضنا به؟ ومن جعل الماء يتحوّل إلى بخار ثمّ يتجمّع في السحب ويُساق بالرياح ويهطل مطراً لإرواء وجه الأرض، إلاّ ذلك الإله الحكيم القدير؟
اسف لطول الشرح تابع
الجزء الثالث
أخوكم / رأفت
الصعيدى
الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود Icon_santa
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hima
Admin
Admin
hima


عدد الرسائل : 423
العمر : 40
Localisation : فى حضن بابا يسوع
تاريخ التسجيل : 04/06/2007

الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود   الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود I_icon_minitime28/7/2007, 8:37 pm

رائع رافت بجد رائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://launch.groups.yahoo.com/group/elbaba-Kirullos/
bebo
عضو ذهبى
عضو ذهبى
bebo


عدد الرسائل : 800
تاريخ التسجيل : 19/07/2007

الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود   الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود I_icon_minitime28/7/2007, 9:15 pm

شكرآ استاذى هيما وشكرآ على مرورك
الرب يباركك ويبارك
حياتك
santa
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجزء الثانى من كتاب هل الله موجود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البابا كيرلس :: القسم الادبى :: منتدى جميع المواهب-
انتقل الى: