الأنبا موسي الأسود - القوى العظيم
--------------------------------------------------------------------------------
نشأته
لا يعرف على وجد التحديد في أية منطقة نشأ القديس موسي ،قيل أنه من احدي قبائل البربر..
حياة التوبة
بالرغم من شرور موسي وحياته السوداء أمام الجميع إلا أن الله الرحوم وجد في قلب موسي استعداداً للحياة معه ..
فكان موسي من وقت سماعه عن آباء برية شهيت القديسيين وشدة طهارة سيرتهم وجاذبيتهم العجيبة للآخرين .. يتطلع إلى الشمس التي لا يعرف غيرها إلهاً ويقول له : " أيتها الشمس أن كنت أنت الإله فعرفيني . وأنت أيها الإله الذي لا أعرفه عرفني ذاتك " فسمع موسي من يخبره أن رهبان برية شهيت يعرفون الله . قام لوقته وتقلد سيفه وأتي إلى البرية .
وهناك في البرية تقابل مع أنبا اسيذروس وطلب منه أن يرشده إلى خلاص نفسه ، فأخذه أنبا ايسيذروس وعلمه ووعظه كثيراً بكلام الله ، وكان لكلمة الله الحية عملها في داخل قلبه ، وهكذا كره حياته الشريرة وعزم على خلاص نفسه..
خدمته للآخرين والهرب من الفراغ
كانت المياه يصعب احضارها إلى القلالي إذ كان يلزم أن يسيروا مسافة كبيرة ، فاستغل موسي الأسود هذه الفرصة وأخذ يدرب نفسه على أعمال المحبة ، فكان يخرج ليلاً ويطوف بقلالي الشيوخ ويأخذ جرارهم ويملأها بالماء ، فلما رأي الشيطان هذا العمل لم يحتمله فتركه إلى أن أتي في بعض الأيام إلى البئر ليملأ قليلاً من الماء وضربه ضرباً موجعاً حطم عظامه حتى وقع على الأرض مثل الميت وجاء بعض الأخوة فحملوه ومضوا به إلى البيعة . وهناك أقام القديس بالبيعة 3 أيام ثم رجعت روحه إليه .
جلوسه في القلاية وصبره على احزانها
قيل أن الأب الكبير الأنبا موسي الاسود قوتل بالزنا قتالاً شديداً في بعض الأوقات . فقام أنبا موسي ومضي إلى أنبا ايسيذروس وشكا له حاله فقال له : ارجع إلى قلايتك . فقال الأنبا موسي : إني لا أستطيع يا معلم . فصعد به إلى سطح الكنيسة وقال له: انظر إلى الغرب ، فنظر ورأي شياطين كثيرين ، يتحفزون للحرب والقتال ، ثم قال له : انظر إلى الشرق ، فنظر ورأي ملائكة كثيرين يمجدون الله ، فقال له : أولئك الذين رأيتهم في الغرب هم محاربونا ، أما الذين رأيتهم في الشرق فإنهم معاونونا . ألا نتشجع ونتقو إذن مادام ملائكةالله يحاربون عنا ؟ فلما رآهم الأنبا موسي فرح وسبح الله ورجع إلى قلايته بدون فزع
استشهاده
استشهد الأنبا موسي على يد البربر في يوم 26 بؤونة
هكذا أكمل الأنبا موسى سعيه وجهاده في اليوم الرابع والعشرين من شهر بؤونة سنة 408م، وكان في سن الخامسة والسبعين أو الخامسة والثمانين. ونال ثلاثة أكاليل: الأول للحب والنسك الشديد والثاني للرهبنة والكهنوت والثالث للشهادة.
يعتبر أول شهيد في الإسقيط، وله تعاليم مفيدة للغاية، وجسده محفوظ مع جسد مرشده الروحي الأنبا ايسيذورُس في أنبوبة واحدة بدير البراموس بوادى النطرون
صلاة القديس القوى الأنبا موسى الأسود تكون معنا ، ولربنا المجد الدائم إلى الأبد.