أنت لؤلؤة ثمينة
"أيضاً يُشبه ملكوت السموات إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة. فلما وَجَدَ لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها" (مت 13 : 45-46).
هل تفهم هذا؟.. فكثيراً ما نفهم هذه الآيات بمعنى أننا نبحث عن الرب ونترك كل شيء لكي نحصل على اللؤلؤة الثمينة أي الرب يسوع.. وإن كان هذا التشبيه جيد في بعض الجوانب فالرب هو الذي اشتراك وليس انت الذي اشتريت الرب فأنت فقير معدم لا تملك شيئا "فلست تعلم انك انت الشقي والبائس وفقير واعمي وعريان" رؤ3: 17، ولكن هناك جانب آخر أكثر روعة وجمالاً ويتفق مع إعلان الله في أجزاء أخرى كثيرة من الكتاب المقدس.
فكلمة الله تقول في (خر28: 9-21) أن هارون رئيس الكهنة في العهد القديم (والذي يرمز إلى الرب يسوع رئيس كهنتنا في العهد الجديد) كان عند دخوله الأقداس يحمل على قلبه وعلى كتفه مجموعة من الأحجار الكريمة والثمينة كل منها يحمل الاسم الخاص لإحدى عائلات شعب الله.
أيها الأحباء، الرب يرانا كأحجار كريمة وكلآلئ كثيرة الثمن. فحتى وإن كنت ترى نفسك قليل القيمة أو كان الآخرون يرونك هكذا، فالرب له رؤية أخرى. فالرب الذي يحبك، وهو الوحيد الذي يُقدر قيمتك بهذا الشكل العجيب، هو هو الرب الذي دفع الثمن الغالي ليشتريك.. دفع حياته.. سفك دمه، دم كريم.. دم يسوع.
أنت لؤلؤة كثيرة الثمن.. وليس هذا فقط، بل أنت محمول على قلب الرب (مكان الحب والحنان و المشاعر) وعلى كتفه أيضاً (مكان القوة والنصرة والارتفاع).
دعونا أيها الأحباء نصدق هذا الحب العجيب.. ونصدق هذه القيمة الثمينة التي رفعنا إليها الرب.. ولنعيش حياتنا كمن يعلمون أنهم (رغم كل العيوب والضعفات) لآلئ ثمينة كثيرة الثمن.