معجزاتـــه:
1) يدعو أولاده للخدمة قبل أن يعرفهم:
يحكى الأب القمص/ ... (رفض ذكر اسمه)
قبل رسامتى كاهناً .. لم أكن أعرف القديس الأنبا مكاريوس .. وكنت أرفض نعمة الكهنوت لظروف خاصة ..
وذات ليلة رأيت فى حلم (أب أسقف قصير القامة نسبياً) يدعونى للخدمة ويقول لى: "تعال اخدم معانا" .. فقلت له: "أنا مش بتاع خدمه يا سيدنا" ولكنه ألزمنى .. وذهبت معه بالفعل .. وفى نفس الأسبوع دُعيت للكهنوت من القديس نفسه الذى عندما رأيته شعرت إنه هو الأسقف الذى دعانى فى الحلم .. وعندما حاولت الهرب من السيامة قال لى: "شوف يا ابنى ستى العذراء قالت لى إنك هتترسم عندى وانت حر!".
والعجيب أن سلاماً عجيباً ملأ قلبى تجاه الكهنوت وأصبحت مستسلماً له ليفعل ما يشاء.
ويحكى هذا الأب أيضاً ...
قبل سيامتى كنت مصاحباً للقديس فى إحدى زياراته .. وبينما نستقل سيارته قلت له: "ربنا يديك طول العمر يا سيدنا"، فقال لى بالحرف الواحد: "أنا مش عايز غير أدشن كنيسة ستى العذراء .. وبعدين ربنا يأخذنى عنده فى السماء"، .. وهذا ما حققه له رب المجد، فقبل نياحته بثلاثة أعوام كان قد تعرض لأزمة قلبية فارق أثناءها الحياة، وقد حكى القديس بنفسه للمقربين منه جداً أنه رأى نفسه واقفاً فى إحدى جوانب الحجرة ليرى الأطباء يحيطون بجسده فى محاولات يائسة لإعادة الحياة .. ثم رأى مجموعة ضخمة من الآباء القديسين على رأسهم السيدة العذراء ومار جرجس وأبى سيفين والأنبا أنطونيوس وأبو مقار .. قد أتوا لكى يأخذوه إلى السماء .. وبالفعل صعدوا به .. وعندما اقتربوا من نور العرش الإلهى سمع السيدة العذراء تناجى ابنها الحبيب .. وبعد أن أعطته التسبيح والتمجيد اللائق قالت له: "يا ابنى وإلهى وحبيبى إن أردت تقدر أن تُعيد نفس الأنبا مكاريوس .. لأنه بنى كنيستى ولم يفرح بعد بتدشينها .." ويقول القديس: "سمعت صوتاً لا مثيل له فى القوة ولا فى العذوبة ولا فى الرقة .. صوتاً لا يوصف .. يقول (أردت) .." بعدها عادت به الملائكة وشعر بألم شديد، يقول: "أصعب من ألم خروج الروح" .. بعدها بدأ يفيق وسط دهشة الأطباء المحيطين به الذين قرروا جميعهم إنه كان قد فارق الحياة .. ثم عاد إليها مرة أخرى.
ويحكى هذا الأب أيضاً ...
أن السيدة حرمه كانت حاملاً فى الشهور الأولى .. وأُصيبت بمرض التهاب كبدى .. مما أثر على صحتها وكاد يؤدى بحياتها .. وقرر بعض الأطباء إجهاض الجنين خوفاً على حياة الأم من ناحية ولأنه بحسب رأيهم سيولد (جنين مشوه) .. فذهبنا للقديس بدار المطرانية .. وعندما حكت له الظروف .. قال لها: "اسم الصليب عليكِ .. انتِ هتخفى ومكاريوس هيتولد حلو خالص" .. وقد تحققت صلوات القديس ونبوءة القديس .. فبعد خروجها من المطرانية .. بدأت تتماثل للشفاء .. وبعد ستة أشهر جاء (مكاريوس) طفلاً جميلاً كما قال القديس.
ويحكى هذا الأب أيضاً ...
منذ عدة أعوام أُصبت بالتهاب مزمن فى صدرى .. عاودنى فيه كثير من الأطباء على مدى عدة شهور وكان السعال يمزق صدرى .. وأخذت كل أنواع المضادات الحيوية .. دون فائدة.
وفى ليلة رأيت فى حلم الأم إيرينى (رئيسة دير أبى سيفين للراهبات) ولم أكن رأيتها من قبل فى الواقع .. وإذ بها تعطينى قطنة عليها صليب من زيت وتقول لى: "خذ هذا الزيت رشمه لك الأنبا مكاريوس لتدهن به صدرك" وقد فعلت مثلما قالت ..
وصحوت فى الصباح وقد بدأ الشفاء بالفعل .. ومن فرط الفرح ذهبت للقديس الذى قابلنى متهللاً .. وعندما بدأت أحكى له الحلم .. قاطعنى وقال لى: "أنا يا خويا معملتش حاجة .. دىَّ أمنا الريسة، وبعد شهور ذهبت للقاهرة .. وعندما تقابلت مع الأم إيرينى .. قالت لى: "أنا لم أعمل شىء .. القطنه رشمها لكَ أنبا مكاريوس" .. وهكذا القديسين كل منهم يعطى الكرامة للآخر ..
"مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة .. وهاربين من المدح .. مجداً من الناس لست أقبل"
2) يعرف يوم الولادة:
في زيارته السنوية لأحد مدن الإيبارشية .. كان قد زار أحد الآباء وكانت زوجته حاملاً فقالت: "صلى لى يا سيدنا" .. فقال لها: "ربنا يديكى (يعطى لكِ) متى" .. وبالفعل جاء الطفل الذى أسماه أبواه متى بحسب ما أسماه القديس، ولكن الأمر العجيب أن أبونا ذهب إلى الكنيسة وفيما هو يقرأ السنكسار كان اليوم هو (شهادة القديس متى الإنجيلى). كيف عرف اليوم والاسم قبلها بشهور .. ان سر الله لخائفيه.
3)مقابلته شافية لكل الامراض:
تحكى السيدة/ ز . ح ...
أُصبت بنزلة برد فى صيف 1992م .. وفى الليل رأيت القديس ماشياً فى الشارع .. وكنت احمل شنطه فحملها عنى .. وعندما قلت له أننى مريضة بالبرد .. صلى لى ورشمنى بالزيت .. وعندما استيقظت فرحت جداً برؤية القديس فى حلم .. ولكن بعد مرور أيام لاحظت أننى لم أُشفى فقط من نزلة البرد .. فقد كنت مصابة (بالبواسير) وكانت ملتهبة وتنزف دماً .. فلاحظت انه لا اثر لها .. وبعد أسابيع تحققت ان مقابلته كانت شافية لكل الأمراض.
4)اخراج الشياطين و الاتضاع:
أُصيبت إحدى بنات الكنيسة بحالة عصبية فشل معها الطب .. وأخيراً أقر العارفين أن روحاً نجساً كان قد لبس هذه النفس .. وحاول أهلها كل المحاولات لشفائها .. وذهبوا إلى كنائس وأديرة وآباء كثيرين .. وفى إحدى زيارات القديس لمدينة (نقادة) .. جاء أهل الفتاة إلى القديس فى استراحته الخاصة .. وعرضوا على القديس الموضوع .. فقال فى إتضاع: "وَدُّوها إلى أمنا حنينه (وهى راهبة قديسة تنيحت وعمرها يقترب من المائة عام .. وعاشت كل عمرها فى قلاية فى الدور الثانى من الكنيسة) وربنا هيشفيها بصلوات أمنا .. يبقى عندكم راهبة قديسة زى كده وتيجوا لىَّ أنا الخاطئ".
وقبل أن ينصرف الجميع .. نرى شيئاً عجيباً .. أن هذه الأم القديسة تأتى وهى متكأه على عصاتها .. لتسجد أمام القديس فى الأرض .. رغم تقدمها الشديد فى السن .. فيقول لها: "يا أمنا صلى لهذه الابنة" .. فترفض وتقول هى بدورها: "صلواتك انت يا سيدنا .. أنا وحشه وغلبانه" .. فألزمها وقال: "من أجل الطاعة خذيها قلايتك وصلى لها وهى ستشفى" .. فقالت له: "أنت قلت .. على كلمتك ستشفى" .. وباتت الابنة فى القلاية مع أمنا القديسة .. التى صلت لها كثيراً مستخدمة اسم الرب يسوع متشفعة بصلوات الأنبا مكاريوس .. إلى أن خرج الروح النجس.
وفى الصباح عندما قابلت هذه الأم .. قلت لها مازحاً: "يا بختك يا أمى بتطلعى عفاريت"، .. فقالت لى: "أنا معملتش حاجة .. هو .. هو .. الأنبا مكاريوس اللى أخرجه ..، وبعد قليل ذهبت إلى القديس وقلت له: "الأخت بتاعة إمبارح شُفيت .. وأمنا بتقول إن نيافتك اللى أخرجت الشيطان بصلواتك" فقال لى فى إتضاع: "أنا صلواتى مش طالعه فوق رأسى .. دى أمنا البركة القديسة .. هى التى أخرجته"
وهكذا نرى سر هؤلاء القديسين .. إنكار الذات والإتضاع ونسب الفضيلة إلى الآخرين .. الله قادر أن ينفعنا بصلواتهم.