الجمجمة
إن الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ، فالتأمل هو الدخول الى العمق، كما أن التأمل هو ليس مجرد فكر إنما هو خلط الفكر بالقلب ..
وجميع الأباء القديسين لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات والتى ستكون معظمها فى سير القديسين
+ تأملتنا اليوم عن موقف حدث فى حياه قديس عظيم من قديسى الكنيسة... هو العظيم فى القديسين ومؤسس الرهبنة فى برية شيهيت (وادى النطرون) أنه " الأنبا مقاريوس الكبير"
القصة الفعلية :
+ كان الأنبا مقار سائرا مرة فى البرية الداخلية فوجد جمجمة انسان ملقاة فوقف عندها ، ثم حركها بعصاه وبدأ يبكى ورفع عينيه الى السماء فى تضرع بلجاجة شديدة طالبا من السيد المسيح ان يعلمه بقصة صاحب هذه الجمجمة .
ثم حركها ثانية وخاطبها : أسألك بأسم المسيح ان تتكلمى .
فخرج صوت من الجمجمة قائلا : ماذا تريد منى يا مقاريوس البار ؟
فقال لها : أريد ان اعرف تاريخ صاحبك .
فقالت له الجمجمة : اعلمك بانى كنت راسا لملك هذه الأماكن ، وكانت هنا بلاد ومدن كثيرة
فتعجب القديس وسألها : ماذا كان اعتقادكم ؟
فقالت : كنا نعبد الأصنام وندعوها آلهه ونعمل لها اعيادا وحفلات لا يقدر احد ان يصنع مثلها وكانت المملكة عظيمة جدا وها أنا اليوم كما ترى يا ابانا القديس .
ولما سمع ذلك الأنبا مقار بكى بكاء عظيما ثم سأل : وما هو حالكم اليوم ؟
فقالت : نحن فى عذاب شديد لأننا لم نعرف الله ولكنه عذاب اخف وطأة من الذين عرفوا الله وآمنوا به ثم جحدوه .
فتألم القديس كثيرا ثم تركها ومضى عائدا الى قلايته .
التأمل:
]ان هذا هو حال اى انسان عابد للاصنام وانت ماذا عنك ؟ متى ستحطم أصنام شهواتك التى انت تعبدها وهى تستعبدك ؟ الى متى ستظل عابد للاصنام التى لن تجنى من ورائها سوى الشقاء والمرارة ..!!؟؟
+ لانه يقول في وقت مقبول سمعتك و في يوم خلاص اعنتك هوذا الان وقت مقبول هوذا الان يوم خلاص ( 2كو 6 : 2 )
انهض الأن وقم من سقطتك ، حطم كل اصنامك وكل شهواتك التى تعبدها ، وقل لها لن اعبدك مرة اخرى لأن لى إله واحد فى السماء وعلى الأرض وهو حررنى من كل قيودى ولن اعود عبد لكى مرة أخرى .
+ فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا ( يو 8 : 36 )
منقووووول