هلليلويا : Alleluia
كلمة عبرية أصلها " هللوياه " أى " سبحوا يهوه " أو " سبحوا الرب " . ولا نقل إن معناها " هللوا للرب " . فكلمة " هللو " فى العبرانية تترجم دائماً " سبحوا " وليس " هللوا " . وترجمت الكلمة فى اليونانية إلى ( ألليلويا ) ، ومنها إلى القبطية ( ألليلويا ) وهكذا فى كل لغات العالم الأخرى . ولكنها تنطق عند الأقباط أيضا بلفظ " هلليلويا " . ولقد اعتاد الناسخ القبطى أن يستخدم التنفس الهائى لنطق الحرف الأول لبعض الكلمات اليونانية ، فاستقر النطق بالهاء وليس بالألف فى بعض الكلمات ، مثل الكلمة اليونانية ( إيرينى ) أى " سلام " التى صارت فى القبطية ( هيرينى ) . والكلمة اليونانية ( إلبيس ) أى " رجاء " والتى صارت فى القبطية ( هيلبيس ) . وكلمة " هلليلويا " هى اصطلاح ليتورجى لمباركة الشعب ورد فى بعض المزامير ، حيث يُظهر موضعها فى هذه المزامير أنها كانت ترتل بواسطة خوارس اللاويين بطريقة الأنتيفونا . ولم توجد بعد ذلك فى كل أسفار الكتاب المقدس سوى فى سفر طوبيا ، وسفر الرؤيا . وفى كلا الموضعين وُجدت كترتيل للقديسين ينشدونه فى السماء . ولقد دخلت " هلليلويا " لترتل فى الليتورجية المسيحية منذ وقت مبكر جداً . فهى من أقدم التراتيل الليتورجية . وتتفق كل الطقوس – باستثناء الليتورجية الأثيوبية – على أن هتاف " هلليلويا " يسبق قراءة فصل الإنجيل المقدس . وفى الكنيسة القبطية يُستخدم هتاف " هلليلويا " بكثرة فى صلوات السواعى على مدار اليوم ، وفى كل خدماتها الليتورجية ، وفى كل الأعياد وكافة المناسبات الكنسية بأنواعها على مدار السنة الطقسية بلا استثناء . كما تنفرد الكنيسة القبطية عن باقى كنائس المسكونة كلها باحتوائها على كم كبير من الألحان الطويلة المبدعة التى تدور موسيقاها الكنسية حول كلمة " هلليلويا " فقط . حتى صار المرء على يقين بأن الكنيسة القبطية هى " كنيسة الهلليلويا " . ويذكر المؤرخ سوزومين ( أوائل القرن الخامس ) أنه فى سنة 389م ، هتف الأقباط فى مدينة الإسكندرية بهتاف " هلليلويا " فيما كانوا يهدمون معبد الإله سيرابيس . وفى الكنيسة البيزنطية تردد " ألليلويا " فى كافة الخدمات الكنسية لاسيما فى لحن شيروبيكون cherobuicon الذى يُرتل فى الدخول الكبير ، ولكن ليس بألحان طويلة كما فى الكنيسة القبطية . ولم تدخل الكلمة فى القداس االلاتينى ( طقس روما ) إلا منذ عهد القديس غريغوريوس الكبير ( 604م ) حيث أمر أن تقال فى الخدمات الكنسية على مدار السنة باستثناء زمن التوبة وهو تسعة أسابيع قبل عيد القيامة . وفى طقس روما الحالى تُرتل " ألليلويا " فى كافة القداسات ماعدا زمن الصوم المقدس الكبير حيث يعود ترتيلها يوم سبت الفرح والذى يُسمى عندهم أحياناً " سبت الهلليلويا " . ويستمر ترتيلها فى مواضع كثيرة من الخدمات الكنسية الأخرى طيلة أيام الخمسين المقدسة . وكان حذف هتاف " هلليلويا " بضعة أيام من السنة فى الغرب أحد الأسباب وراء الانفصال الكبير الذى حدث بين الشرق والغرب فى القرن الحادى عشر