مرضت سيدة اشتهرت بأعمال الإحسان ودنت أيامها الأخيرة، وطالت عليهاأيام المرض، ففقدت صبرها وبدأت تتذمَّر من ترك الله لها مدة طويلة على فراش المرض.
وفي إحدى الليالي كان يسهر على راحتها ابن أخيها، وهو شاب تقيّ، فلما سمعها تتذمّر
قال لها بلُطف: يا عمتي العزيزة، أؤكّد لك أنّ أفكار الله من نحونا دائماً للخيروالسلام.
أما إذا كان قد أبقاكِ في المرض حتى اليوم فربما لأنك لم تكوني مستعدّة أن تموتي في سلام الله.
فأخذت تدافع عن نفسها وهي تقول له: أتقصد أني كنتُ مسيحية غيرصالحة كل هذا الزمان؟ ألم يكُن سلوكي حميداً؟ ألم أواظب على اجتماعات الكنيسة؟فأجابها بشجاعة: إنّ هذا الذي تقولينه له قيمة أمام البشر وليس أمام الله، وأنكباتّكالك على هذه الأمور ترتكبين خطأً فادحاً، إنك إنْ لم تطرحي نفسك عند قدمي يسوع كخاطئة تطلب الخلاص بنعمة الله وباستحقاق المسيح، فلا مهرب لك من الهلاك بغضّ النظرعن أعمالك الصالحة وصلواتك هذه.
عندئذٍ غضبت عليه عمّته بسبب قسوته، وطردته منغرفتها، وقد توعَّدت أن تحرمه من أن يرث منها شيئاً، فانسحب حزيناً بسبب هذا القول المؤلم.
وفي اليوم التالي استدعَت محاميها الخاص وأخبرته عن عزمها بحرمان ابنأخيها من الميراث، ومع أنّ المحامي لم يكن تقياً، إلاّ أنه أدرك أنّ الحق في جانبابن أخيها، فطلب منها أن تستدعي القسيس لأخذ رأيه قبل أن تعمل شيئاً ثم تستدعيه ثانية.
فحضر الراعي ووجدها غاضبةً هائجة فأخبرته بما حدث. وبعد أن أصغى إليهاطويلاً أجابها: يا عزيزتي، صحيحٌ أنّ كلام ابن أخيك مؤلم جداً، لكنه كلام الله من جهتنا جميعاً، فهذا هو الحق بعينه فنحن أمام الله خطاة محكوم علينا بالهلاك الأبدي،وإن لم نعترف بذلك ونقبل برّ الله ونغتسل بدم المسيح لا يمكن أن نُقبل أمامه.
وهكذا استطاع أن يكلّمها بكلمة الله فأيقظ ضميرها النائم فصلّت معترفة بخطاياهاوطلبت الغفران في دم المسيح فوجدت السلام الحقيقي. وما أسرع أن تغيّر موقفها مع ابنأخيها الذي لم يعد بالنسبة لها الرجل القاسي، بل رجل الله الصريح المُحبّ. وما هي إلاّ أيام قليلة حتى رقدت بسلام مُتّكلةً على برّ المسيح لا برّهاالذاتي.
آية اليوم
متى فعلتم كل ما أُمرتم به فقولوا إننا عبيدٌ بطّالون لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا (لوقا 10:17)
منقوول