البابا كيرلس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sallymessiha
مشرف
مشرف
sallymessiha


عدد الرسائل : 237
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج Empty
مُساهمةموضوع: الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج   الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج I_icon_minitime18/4/2008, 8:56 pm

الدرس التفاعلى
كيف تحفز المخدومين على :



- الانتباه والتفكير؟
- الحكم والإختيار.
- التعبير والمشاركة الخلاقة.

تقديم : نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب
تأليف : د. مجدى فرج

مركز تدريب خدام حىّ المعادى


هذا الكتاب عن "الدرس التفاعلى" فى غاية الأهمية، فهو الطريق العملى للتحوّل - فى العملية التعليمية - من التلقين إلى التكوين، وهو الأمر الذى نصبو إليه دوماً.

إن العملية التعليمية المؤثرة تعتمد على ثلاث ركائز هى :

1- الفهم، والاستيعاب الحسن للمعلومة...
2- الوجدان، والتأثير النفسى والشخصى الذى يحفزنى أن استفيد مما عرفت...
3- التطبيق، والسلوك، والممارسة لما
عرفت...

والمبدأ يقول: "الإنسان لا يعرف إلا ما يريد،
ولا يفعل إلا ما يحب".. كيف أحفز الشباب ليعرفوا.. وبعد أن يعرفوا، كيف أجعلهم يحبون ما عرفوه.. ثم كيف أجعلهم يمارسون ذلك فى حياتهم اليومية. طبِّق هذا كله مثلاً على: الاعتراف – الأجبية – الصلاة – التناول – الخدمة... الخ.
وهذا الكتاب خير عون لنا، لنعيش هذا المنهج فعلاً مع مخدومينا،
فهو يتحدث فى أبوابه الأربعة عن :

1- التعليم تفاعل ومشاركة، حتى يغيِّر إتجاهات المخدومين إلى
الأفضل.
2- العرض تفاعل ذهنى، كيف نختار المعلومة ونعرضها بأسلوب
جذاب.
3- المناقشة تفاعل أخلاقى، كيف تتحول كلمة الله من فكرة إلى
سلوك.
4- التعبير تفاعل وجدانى خلاق، كيف يتعلم الشباب من خلال التعبير بالكتابة أو الفن أو الدراما..


دراسة مفيدة ومشوقة ومؤثرة، أرجو أن نستثمرها فى خدمتنا للأجيال الصاعدة.

كما أرجو بركة للقارئ وللكاتب د. مجدى فرج، بصلوات راعينا الحبيب
قداسة البابا شنودة الثالث، البابا المعلم وأول أسقف للتعليم

ونعمة الرب تشملنا جميعاً،


الأنبا موسى
الأسقف العام

تقديم المؤلف

التعليم الروحى تعليم اختبارى أى أننا ننقل اختبارنا الروحى مع المسيح للمخدومين وننقل روح الإيمان للتلاميذ، وإن كنا نستخدم وسيلة لذلك فهى مثل اللغة، التى تنقل الأفكار والمشاعر القلبية، ليشاركنا فيها الآخرون. وهى مثلما يقول معلمنا بولس الرسول: "فإنه إن أعطى البوق أيضاً صوتاً غير واضح فمن يتهيأ للقتال. هكذا أنتم أيضاً إن لم تعطوا باللسان كلاماً يفهم، فكيف يعرف ما تكلم به، فأنكم تكونون تتكلمون فى الهواء. ربما تكون أنواع لغات هذا عددها فى العالم، وليس شىء منها بلا معنى. فإن كنت لا أعرف قوة اللغة أكون عند المتكلم أعجمياً والمتكلم أعجمياً عندى. هكذا أنتم أيضاً إذ أنكم غيورون للمواهب الروحية اطلبوا لأجل بنيان الكنيسة أن تزدادوا" (1كو 8:14-12).

إن أساليب التعليم وسائل ضرورية، وإن كانت ليست غاية فى حد ذاتها. فالعصر قد تغير وتغيرت لغته، ولذا نحتاج أن نفهم هذه اللغة ونستخدم وسائل تناسب العصر، وإلا فقد إيماننا قيمته ومعناه، عند الأجيال الجديدة.

إننا نعيش العصر الذى فيه انفتح المخدوم على وسائل إعلام كثيرة ومتنوعة، ودعاية جذابة فى التليفزيون، والراديو، والكمبيوتر، والإنترنت، والجرائد، والمجلات. والملصقات فى الشوارع والميادين، وأساليب الدعاية المغرية، ووسائل الوسائط المتعددة
(Multi-Media) وقد أصبح يتدفق علينا كم هائل من المعلومات فى مجالات شتى: دعائيا وأخبارياً وثقافياً.

فلم تعد الوسائل والطرق التقليدية تصلح فى التعليم الكنسى، والتى نسعى من خلالها أن يحفظ التلميذ بعض الآيات، أو بعض الحقائق الإيمانية، وأن ينصت التلميذ للخادم وهو يتكلم ويشرح الدرس، أو أن يجاوب على ورقة أسئلة.
لقد أصبح التلميذ اليوم يتعامل مع كل وسائل الأعلام وينجذب لها، لذلك لابد للخادم أن يبحث عن وسيلة جذب فعالة فى التعليم، لتجذب التلميذ للتعليم الكنسى، وتجعله يتفاعل قلبياً وداخلياً مع التعليم الروحى.

يحتاج الخادم اليوم أن يبذل الجهد، لإيجاد وسيلة عرض تناسب المنهج والدرس وبها يقدم بوضوح كل الحقائق الإيمانية والروحية للدرس، وفى نفس الوقت تكون جاذبة لانتباه التلاميذ، وتحفزهم على التفاعل والمشاركة فى الدرس. كما نحتاج أن يكتسب تلاميذنا وسائل وأنماطاً للتفكير تتناسب مع عصره - عصر التعددية والعولمة - فيعرف كيف يختار ويحكم على الأمور، وأن يجيد التعبير عن نفسه، وهويته المسيحية المتفردة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sallymessiha
مشرف
مشرف
sallymessiha


عدد الرسائل : 237
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج   الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج I_icon_minitime18/4/2008, 8:57 pm

[size=18]ما معنى الدرس التفاعلى ؟

هو الدرس الذى يتفاعل فيه التلاميذ مع بعضهم البعض، يعملون معاً بتوجيه وقيادة الخادم. وفيه تتفاعل خبراتهم وقيمهم الحقيقية، مع القيم الروحية وتعاليمنا الروحية، فيكتشفوا أنفسهم وقيمهم وتتهذب سلوكياتهم، وتنمو قدراتهم على الحكم على الأمور، وكذلك اختيارهم لمواقفهم وقراراتهم. كما تنمو قدراتهم على التعبير عن أنفسهم، وابتكار أساليبهم فى الحياة برؤية روحية.

فى الدرس التفاعلى، يعرض الخادم حقائق إيماننا بوسائل عرض جاذبه للتلاميذ، وتثير التفكير والتأمل لديهم، ويدير معهم مناقشة مشاعرهم وتصرفاتهم، ليزيد من قدراتهم على الحكم والإختيار، ويشجع تلاميذه على المشاركة فى أنشطة خلاقة أعدها، ليعبروا عن أنفسهم بالكتابة أو بأعمال فنية أو بالتمثيل والدراما.

ياربى يسوع معلمنا الصالح.. من أجل بنيان كنيستك، أعطنا من ثمار روحك تجديداً لمواهب التعليم. من أجل بنيان الكنيسة.. أقدم لك هذا الكتاب فأجعله سندا لخدامك لنواصل رسالتك فى العالم.. من أجل حياة أفضل بك، وفى شركة مع الآب والروح القدس، بصلوات صاحب القداسة والغبطة قداسة البابا شنوده الثالث. آمين.



د. مجدى فرج
مركز تدريب خدام حى المعادى


لماذا التفاعل والمشاركة فى التعليم؟


الحياة والوجود وليد تفاعلات، فالذرة فى حالة تفاعل مستمر. تفاعل الذرات ينشئ
العناصر، وتفاعل العناصر ينشئ المواد، وهكذا يتكون من التفاعلات كل ما هو
موجود فى الحياة حولنا. كذلك أجسامنا الحية، هى فى حالة تفاعل دائم، تفاعلات
كيميائية وفسيولوجية وعصبية عديدة لا تتوقف، وإذ توقفت كان الموت. الجمال
فى الطبيعة ينشئ من تفاعل عناصر الطبيعة مع بعضها، فانعكاس الشمس على
المياه، وانكسار الضوء فى الغلاف الجوى، وحركة الريح على وجه المياه، تنشئ
صورة الغروب الخلاّبة. كل نمو هو وليد تفاعل، فالشمس تتفاعل مع الماء، ومع
التربة، ومع البذرة لتنمو وتصير نبته، فلا نمو لكائن بدون تأثير العوامل الأخرى.
الألحان الجميلة الشجية هى تفاعل لنغمات وإيقاعات. هكذا معارفنا وخبراتنا،
نتجت من تفاعل حاجاتنا الشخصية مع عوامل بيئتنا، ومن تفاعل رغباتنا مع
قدراتنا وإمكانياتنا.

التعليم تفاعل إنسانى وتطوّر شخصى

كل تفاعل ديناميكى بين الحاجات والدوافع الفطرية عند الفرد من ناحية، وبين القوى البيئية المتمثلة فى المعايير الإجتماعية، ينشئ الخبرات الخاصة ودروس الحياة المستفادة. من خلال عملية التفاعل هذه، يعبر الفرد عن دوافعه ويشبع حاجاته، وأثناء قيامة بدور فعال فى هذا التفاعل، تتحدد ملامح شخصيته، ويكتشف نفسه، ويتعرف على رغباته وحاجاته، وكذلك قدراته. كما يبدأ فى الاستجابة للمعايير الإجتماعية والقيم السائدة، وتتشكل قيمه وشخصيته الإجتماعية المتوافقة مع مجتمعة.

التعليم هو كل تطوّر فى خبراتنا ومعارفنا وشخصيتنا. ينجم التطور عن التمرين والجهد الذى يبذله كل فرد منا. ويظهر هذا التطور فى ازدياد كفاءة الشخص، فى استخدام إمكانياته الشخصية الموروثة. كذلك ازدياد تفاعله وتكيفه مع بيئته، فيدمج معارفه وخبراته الجديدة بما لديه بالفعل من معرفة وفهم. أو يعيد بناء نظامه القائم، لفهم الأمور والعالم المحيط به بحيث يتكيف للخبرة الجديدة، والأوضاع الجديدة، والظروف المتغيرة.

تعريف التعليم الروحى

أ- التعليم ليس إعلاماً ولا إعلاناً بل اختباراً وخبرات : التعليم الروحى ليس محاولة لتنمية وزيادة كم معلومات المخدوم، عن الله، والكنيسة، والإنجيل، بل مساعدته كى يستطيع أن يمارس الحياة مع الله ، داخل وخارج الكنيسة. المعرفة الروحية
التى لا ترتبط بفعل ليست معرفة؟؟ فما لا نمارسه لا نعرفه، فالتعليم النظرى ليس بالمعرفة، فالمعرفة الروحية تبدأ عندما نسلك ونفعل ونمارس، لذلك الأساس
فى المعرفة الروحية هو "الاختبار والخبرة". والمبدأ الروحى فى التعلم "تعال وانظر" (يو 46:1، 34:11) و "ذوقوا وانظروا" (مز 8:34) فالاختبار أولاً ثم التحليل، الخبرة أولاً ثم التأمل، التجربة أولاً ثم التفسير والشرح، وليس العكس. لذلك التعليم الروحى تفاعل حىّ، يتم إما بالممارسة أو الاحتكاك.

ب- التعليم ليس تدريساً لموضوعات ولكن تطوير شخصيات : نحن خدام نفوس ولسنا خدام دروس. نحن نخدم أشخاصاً لا مواد دينية. سُئل أحد المعلمين هل أنت
معلم الجغرافيا؟ فأجاب لا. بل معلم تلاميذ!! أنا معلم فلان.. وفلان.. المشكلة الرئيسية فى التعليم الروحى الكنسى الحالى، أننا نهتم بماذا نعلم فقط؟ وكيف نقول ونشرح؟ دون اعتبار كاف بمن يتعلم!!. كيف يسمع؟ كيف يتعلم؟ وهل يحتاج إلى هذا التعليم؟
أنه تعليم من طرف واحد إيجابى، ويفترض أن الطرف الآخر (التلميذ) طرف سلبى. يكفى
أن أقول فيتعلم. نريد أن نقول كن فيكون!! وهذا فى منتهى الخطورة إنسانياً وروحياً. فهذا الأمر لا يصلح للبشر. نستطيع أن نفرض إرادتنا على المواد والأشياء، ونشكلها وفق
ما نشاء. ولكن البشر ليسوا أشياء أو مواد. كما أن الله الذى خلق كل الأشياء بكلمة
كن فكان، لم يفعل ذلك عند خلق الإنسان بل خلقه بالعمل، أخذ من تراب الأرض ونفخ،
ثم أعطاه الكلمة وصية ليحيا بها، ولم يجبره على الحياة فى إطار وشكل محدد، مثل
بقية الخليقة.

لذلك حينما نفكر فى التعليم والمناهج، لا ينبغى أن ننسى الجانب الإنسانى فى التعليم والهام جداً فى نفس الوقت، ألا وهو التلميذ نفسه. ماذا يريد أن يتعلم؟ كيف يتعلم؟ ماذا يمكن أن يتعلم فى هذه المرحلة؟ فالتعليم الحقيقى يأتى فى لحظة الاحتياج الحقيقى للمعرفة عكس التعليم المدرسى النظرى، الذى لا يفيد بوضعه الحالى فى الحياة العملية. فهو يتم فى
مواقع العمل ومن الممارسة والخبرة العملية. نحتاج أن نتذكر دائما هذا المبدأ الهام: إنى لا أعرف إلا ما ارغب فى معرفته.

التلميذ شخص له مفاهيمه وله قدرات عقلية وليس صفحة بيضاء، فلا تعتقد أنك تبدأ من الصفر فى عملية التعلم. فالتعليم الناجح هو الذى يرتقى بمستوى التلميذ الحالى إلى مستوى أعلى. ولابد أن نعى أنه قد تتعارض مفاهيم المعلم مع مفاهيم التلميذ، وقد يصطدم أسلوب المعلم مع قدرات التلميذ العقلية.

كذلك لابد من الوعى: أن عملية التعلم عملية عقلية ونفسية ذاتية، ولها ميكانيزمات محددة تتم داخل التلميذ نفسه، وخارج هذه الميكانيزمات لا يمكن تعليمه، فلابد أن نراعى ذلك فى اختيارنا لأساليبنا التعليمية.

كذلك لابد أن ندرك أننا لا نكوّن قيمّ ومفاهيم الناس، ولكن نوضح لهم ما يفعلونه. فالقيم تكتسب من البيئة، المنزل والمدرسة والمجتمع والكنيسة، ونحن نوضحها ونحللها فى تعليمنا. فالناس تسلك وتمارس أفعال معينة، ونحن نوضح لهم ماذا يفعلون ولماذا يفعلون؟ بغرض الرقى بالسلوك، والتعمق بالفضيلة، والأداء الأفضل. الخادم معلّم لا يُعلّمُ منهجاً، لكنه يُعلّمُ أشخاصاً.

ج- التعليم ليس منحة وهبة بل شركة ومشاركة : إن كانت المسيحية شركة، فكيف نحقق هذا المبدأ المسيحى فى التعليم. أن نحقق التفاعل الحىّ بين الخادم والمخدومين، كما كان بين المسيح وتلاميذه، وبينه وبين الجموع. يجب أن نحاول أن نشرك
التلاميذ فى عملية التعلم. وأن نتدرب كخدام على استخدام وسائل فعاله للتعليم بالمشاركة. فمن لا يعلم نفسه لا يتعلم، ولا يستطيع أن يختار سلوكه فى مواقف
الحياة المختلفة.

نحتاج كخدام أن نستخدم الحوّار والمناقشة مع المخدومين، وأن نعطى المخدومين فرصة أكبر فى التعبير عن أنفسهم. وأن ندرس طرق التعليم بالمشاركة، ونتبنى بعض الطرق التى نستطيع أن نجيدها فى تعليم تلاميذنا.

د- التعليم تسليم عقيدة وليس عرض بحث عن العقيدة : قد تتقارب الأديان فى السلوكيات ودعوتها للفضيلة، وقد تتشابه العبادات فى بعض الجوانب، ولكن الأساس العقيدى الذى تبنى عليه الفضائل والعبادات قد يختلف تماماً، فالصوم تمارسه كل الديانات ولكن لماذا؟ عند هذه النقطة يحدث الاختلاف، وبالتالى الروح التى نمارس بها عبادتنا هى مختلفة تماماً. إن كانت المحبة والسلام تدعوا لها كل الديانات والمنظمات، ولكن المحبة فى المسيحية تختلف فى المعنى والهدف والممارسة. فنحن حينما نعلم لابد أن نقدم عقيدتنا التى تسلمناها من كنيستنا، ونوضح الفروق مع العقائد الأخرى لنحافظ على نقاء عقيدتنا، وتميز سلوكنا المسيحى. لذلك كل درس عن فضيلة وسلوك أو عبادة وطقس لابد أن نوضح العقيدة المسيحية التى وراءه.

ملخص سمات التعليم الدينى المسيحى :

1- تعليم اختبارى : تعليم بالمعايشة والخبرة "تعال وانظر"، "ذوقوا وانظروا".
2- تعليم عقيدى : نعلم السلوك والفضائل والعبادة، ولكن بأساس عقيدى مختلف عن العقائد الدينية الأخرى.
3- تعليم إنسانى : يعتمد على الشخص نفسه، فى عملية التعلم، ولابد أن نستخدم الطرق والميكانيزمات الطبيعية للتعلم فى الإنسان.

الرب يسوع معلم تفاعلى

كان السيد المسيح أبرع معلم تفاعلى، يشرك مستمعيه فى العملية التعليمية، ويتفاعل تعليمياً مع احتياجات الناس الحقيقية فقد نشأت تعاليم الرب فى: مواقف الحياة اليومية، ومن أسئلة الناس.

ومن تعليقاته على الأحداث :

1- فى مواقف الحياة اليومية

فى مواقف مرض بعض الناس، ومحاولات بحثهم عن الشفاء، وعندما جاع الناس، وعندما عطش وطلب ماء ليشرب، وعندما تعرض التلاميذ لأزمة حادة بسبب هياج البحر، ومناوشات الفريسيين والكتبة له، وتحرشهم بتلاميذه، واعتراض بعض الناس عليه. من هذه المواقف نشأت التعاليم، فلقد استغلها الرب يسوع فى إبراز مفاهيم لاهوتية، ومبادئ روحية. فعلم أهمية الإيمان فى الشفاء، وعلاقة المرض بالخطية، وأن الغفران شفاء روحى ونفسى. وأرسى مبادئ الشبع الروحى، ودور الإيمان فى استعادة التوازن النفسى وقت الأزمات وكيفية مواجهة المشككين بسلطان الكلمة والحكمة التى لا تقاوم، وببرهان الأعمال، وليس بالحجارة ولا بالسيف.

2- أسئلة الناس وتساؤلاتهم

سأل الناس يسوع أسئلة كثيرة، وتكونت معظم تعليمه من أجوبته على تساؤلات
الناس؟ لذا نجد تعاليمه عملية تنبع من واقع الناس واحتياجاتهم الفعلية، وتقدم حلول
عملية وليست طرحا لقضايا فكرية أو لاهوتية. تعددت المجالات التى استفسر عنها
الناس وتنوعت أسئلتهم. فالتلاميذ سألوه أن يفسر لهم تعاليمه، وسألوه عن أمور
روحية: عن علامات مجيئه ونهاية العالم (مت 3:24) وعن مجىء إيليا (مت 10:17) وكيف يصلون "يارب علمنا أن نصلى.." (لو 1:11) وعن مصاعب فى الخدمة، لماذا لم يقدروا
أن يخرجوا روحاً نجساً من إنسان (مر 28:9) وهل الخطيئة تورث (يو 2:9) وعن من
هو الأعظم فى ملكوت السموات؟ (مت 1:18) وعن مكافئتهم بعدما تركوا كل شىء من
أجله (مت 27:19).

سأله الناس عن الحياة الأبدية وعمل الصلاح (مت 16:19) وما هى أعظم الوصايا، وعن الزواج والطلاق (مت 3:19) ووضع الزوجين فى الملكوت (مت 24:22) واقتسام الميراث
(لو 13:12) وعن الصوم (مت 14:9).

وسأله الفريسيين لكى يجربوه، فسألوه عن أمور طقسية كثيرة، وعن أعظم الوصايا،
وفى الأمور السياسية، سألوه عن الجزية (مت 17:22) وعن مصدر سلطانه
(مت 2:21).

هكذا نجد كل اهتمامات الناس والمشكلات التى صادفتهم فى حياتهم، سألوا
عنها وأعطاهم يسوع أجوبة، وحلولاً، واستشارات، ساعدتهم أن يحيوا حياة روحية
أفضل.

3- تعليقاته على الأحداث

حتى فى زيارات الرب يسوع لبيوت الناس حدثت مواقف، فكانت تعليقات يسوع على
هذه المواقف تعاليم عملية مؤثرة ولا تنسى. إننا ننسى بسرعة الوعظ، ولكن
لا ننسى ما يدور فى حواراتنا، ولا تعليقات الآخرين، من هنا كانت أهمية تعليقات الرب
يسوع فى خدمته وتعليمه. فمن ينسى تعليق يسوع على موقف المرأة الخاطئة فى
بيت الفريسى، وقوله: "غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً" (لو 47:7) وتعليقه
على الذين تذمروا عليه لأنه يأكل مع الخطاة والعشارين: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب
بل المرضى" (مت 12:9) ومن ينسى تعليق يسوع فى قصة المرأة التى أمسكت فى
زنا، وأرادوا رجمها وقوله الشهير: "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر"
(يو 7:Cool.

4- نمى قدرة الناس على الحكم والإختيار

لم يعطى حلولاً جاهزة لمشكلات الناس، بل ساعد الناس بتعليمه على تفهم الظروف ووضح لهم المبادئ، وترك لهم أن يحكموا ويختاروا لأنفسهم ويقرروا أفعالهم. لم يشأ أن يكون مفتياً للناس، ولكن أهتم أن يفتح أذهان الناس ليبصروا لأنفسهم، ولا يحرمهم من حرية التفكير وإتخاذ القرار.

سأله واحد ان يقول لأخيه أن يقاسمه الميراث.. فحكى لهم قصة الغنى الغبى، وشرح لهم المبدأ، أن حياة الإنسان ليست من أمواله، وترك لهم كيف يقسموا الميراث، ويضعوا الإجراءات المناسبة لهم ولظروفهم.

لم يفرض على الناس عقائد محددة، ومفاهيم لاهوتية مجردة، فى شكل نصوص
يحفظها الناس، ويرددوها دون أن يعوا معناها، ولا أهميتها فى حياتهم الروحية،
ولا فى تحسين علاقتهم بالله، بل ساعدهم على تكوين رؤيتهم العقائدية، الواضحة
والمميزة والمتفردة عن عقائد الآخرين. فقد ساعد تلاميذه على تكوين عقيدتهم، فى كونه
إبن الله، دون أن يفرض ذلك عليهم: فسألهم من يقول الناس عن "إبن الإنسان أنى أنا؟"
(مت 13:16) وعبروا عن ما وصل إليهم من مفاهيم من الناس، ثم طرح عليهم سؤاله
لتحديد مواقفهم الشخصية، ويبلوروا عقيدتهم بوضوح "وأنتم من تقولون؟"
(مت 15:16) وحينما أعلنوا أنه المسيح إبن الله أوضح لهم سر بناء العقيدة السليمة،
وهو الإعلان الإلهى فالعقائد ليست رأياً بشرياً، ولا اجتهاداً بشرياً، بل إعلاناً
إلهياً للمستعدين أن يؤمنوا به، ثم أوضح لهم أن هذا الإيمان ليس قضية فكرية، ولكن
لابد أن يتحوّل إلى أفعال سلوكية، ويغير الواقع، فأكد أنه ينبغى أن يبنى هذا
الإيمان "الكنيسة".

وضع لنا دروساً متكاملة على شكل سؤال، لنفكر فيها مرات عديدة، وفى كل مراحل عمرنا، مثلما أوجز وتسأل "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه" (مت 26:16).

التعليم والإرشاد فى شكل سؤال هو عمل إنسانى رائع، إذ يعطى لكل فرد أن يفكر بطريقته، وبحسب قدراته، ويستنتج ما يستطيع أن يسلك به حسب هذا التعليم، وهذا أحسن من


الدرس تفاعل ومشاركة

لكى تكون خادماً تفاعلياً قادراً على إشراك تلاميذك فى الدرس، وتساعدهم على تنمية أرواحهم وضمائرهم، وتزيد قدراتهم على الحكم والإختيار، وتنمى قدراتهم على التعبير عن أنفسهم، وفضائلهم، ويشهدوا بتصرفاتهم لإيمانهم، لابد أن تكون قادراً على جذب انتابهم وتحفزهم على التفكير فى مفاهيمنا الروحية المقدمة فى الدرس، كذلك لابد أن تكون قادراً على قيادة حواراً معهم حول تصرفاتهم، أخيراً لابد أن تساعدهم أن يعبروا عن فهمهم للدرس بطرق تعبيرية خلاقة.

فالدرس التفاعلى ثلاثة جوانب، قد تكون متسلسلة أو متداخلة وهى: عرض - تفاعل
- تعبير.

1- عرض الفكرة يتم بالتمهيد لفكرة الدرس ثم عرض عناصر الدرس :

نهيئ ذهن التلاميذ لموضوع الدرس، ويتم ذلك بإثارة سؤال للمناقشة، أو أخذ رأيهم فى قول شائع، أو مثل، أو آية، أو عرض صورة للمناقشة، أو قصة قصيرة من الأدب الشعبى، أو باستخدام أحد الأشياء، ليدور حولها الحوّار مثل بصلة أو سلسلة... الخ.

نعرض عناصر الدرس فى شكل قصصى، أو محاضرة، أو قراءة من الكتاب المقدس، أو عرض فيلم، أو صور، أو قراءة أخبار من مجلة، أو جريدة، أو بإجراء حوّار تمثيلى بين اثنين من الخدام.

2- التفاعل يتم بالمناقشة والحوار الأخلاقى :

فى عرض الدرس كان التلميذ دوره سلبى، يتلقى ما تعرضه عليه، ولكن هل فهم واستوعب ما قيل؟! أم أن استيعابه كان ناقصاً!! أو حدث عنده لبس فى بعض النقاط، تسببت فى سوء فهم. كل هذا ممكن الحدوث، ويقلل من كفاءة التعليم، لذلك لابد أن نجعل المتلقى إيجابياً فى العملية التعليمية، بأن يتفاعل مع الدرس والكلمة.

يتم تفاعل التلاميذ مع الدرس حتى يصير درسه هو. يزداد فى تفاعله فهمه واستيعابه للأمور، وتتضح له جوانب أخرى، ويزول اللبس وسوء الفهم، ويتم التأكيد على الأهداف والنقاط الهامة. يتم التفاعل بإثارة حوّار أخلاقى لاستخلاص المبادئ، وفى الحوار الأخلاقى نستخدم هذه النوعية من الأسئلة: ما رأيك – رتب – ماذا تفعل لو كنت مكانه – لماذا – ماذا ينبغى أن نفعل فى هذا الموقف؟ موافق غير موافق... الخ.

3- التعبير تفاعل وجدانى، يتم بالمشاركة فى نشاط تعبيرى خلاّق :

ما أستطيع أن أعبر عنه هو ما أعرفه. وما أحبه هو ما أعمله. لذلك إن لم يستطيع المتعلم أن يعبر عن الدرس، فهو لم يستوعبه بعد، ولم يتفاعل معه وجدانياً. التفاعل الوجدانى مع الدرس، هو الذى يعطى الطاقة والرغبة للسلوك بهذا الدرس.

التعبير يتم بأن نحوّل فكرة الدرس إلى عمل مادى، قد يكون أشغال فنية (مجسمات - رسم... الخ) أو نشاط تعبيرى (شعر أو كتابة رسالة - حديث إذاعى - تحضير للقاءات إذاعية... الخ) أو عمل درامى (تمثيل الأدوار وعمل تمثيليات قصيرة أو اقتراح سيناريو لتمثيلية).

وسوف نناقش فى الأبواب التالية هذه الأمور بتفصيل أكثر..



منقووووووووول


الله يعوض من له تعب فى هذا الموضوع
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الله يرعانى
خادم الجميع
خادم الجميع
الله يرعانى


عدد الرسائل : 1412
Localisation : فى قلب يسوع
تاريخ التسجيل : 04/06/2007

الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج   الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج I_icon_minitime18/4/2008, 9:00 pm

شكرا اختى الغاليه سالى للموضوع الجميل ده
ربنا يبارك حياتك وخدمتك وتعب محبتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://launch.groups.yahoo.com/group/clear-heart/
sallymessiha
مشرف
مشرف
sallymessiha


عدد الرسائل : 237
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج   الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج I_icon_minitime19/4/2008, 1:15 pm

ميرسى سامى على مرورك
ربنا يبارك حياتك وخدمتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدرس التفاعلى - د. مجدى فرج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البابا كيرلس :: منتدى الخدمه الكنسيه :: ملتقى الخدام-
انتقل الى: